9المعبود بالحق، فلاحاجة إلى تقديره. مدفوع، باستعماله - كثيراً في غيره - كقوله: اَجَعَلَ الآْلِهَةَ إلهاً واحِداً . 13- قوله سبحانه: قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إذاً لاَبْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبيلاً . 2فإنّ ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدّد الخالق، أو المدبّر المتصرف، أو من بيده أزمّة أمور الكون، أو غير ذلك ممّا يرسمه في ذهننا معنى الأُلوهية.
وأمّا تعدد المعبود فلا يلزم ذلك إلاّ بالتكلّف الذي أشرنا إليه فيما سبق.
الرابع: الملازمة بين الألوهية وعدم ورود النار
قوله تعالى: إنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَها وارِدُونَ* لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها. . . . 3والآية تستدل بورود الأصنام والأوثان في النار على أنّها ليست آلهة، إذ لو كانوا آلهة ما وردوا النار.
والاستدلال إنّما يتم لو فسّرنا الآلهة بما أشرنا إليه، فإنّ خالق العالم أو مدبّره والمتصرّف فيه أو من فوّض إليه أفعال الله، أجلّ من أن يُحكَم عليه بالنار أو أن يكون حصبَ جهنّم.
وهذا بخلاف ما إذا جعلناه بمعنى المعبود، إذ لا ملازمة بين كونها معبودات وعدم كونها حصب جهنم، وعندئذٍ لا يتمّ البرهان، إلاّ إذا قُيد المعبود بقيد أو قيود ترفعه إلى حدّ القداسة المطلقة، وهذا تكلف واضح؛ ولو أمعنت في الآيات التي ورد فيها لفظ الإله والآلهة لقدرت على استظهار ما اخترناه.