1
العدد الثانى
الحجُّ في أحاديث الإمام الخميني (1) .
. . . والآن، ونحن على أعتاب فريضة الحجِّ المباركة، من اللازم أن يكون لنا توجه للأبعاد العرفانية والروحية والاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه الفريضة، عسى أن يكون ذلك باعثاً على اتخاذ خطوات فعّالة أخرىٰ. .
كثير من الاخوة الملتزمين تحدّثوا عن هذه الموضوعات، لهذا فإنّي أكتفي بإشارة عابرة إلى بعض أبعاد (هذه الفريضة) لعلّها تكون تذكرة.
لمّا كانت هذه المناسك العجيبة من أول الإحرام والتلبية حتى آخر المناسك تنطوي على اشارات عرفانية وروحية لا يتيسر الحديث عنها بتفصيل في هذا المقال، أكتفي ببعض إشارات التلبيات:
التلبيات المكرّرة تكون حقيقة من أولئك الذين سمعوا نداءَ اللّٰه، فأجابوا دعوته - سبحانه - باسمه الجامع.
المسألة مسألة الحضور في المحضر (الإلهي) ، ومشاهدة جمال المحبوب. وكأن الملبي قد ذابت ذاته في هذا المحضر فيكرِّر تلبية (لبيك اللهم لبيك) ، ويتبع ذلك سلب الشريك (لبيك لا شريك لك لبيك) . . سلب الشريك بالمعنى المطلق، وأهل اللّٰه يعلمون أن هذا السلب للشريك لايقتصر على الإلوهية، وإن كان سلب الشريك في (الإلوهية) يشمل - في نظر أهل المعرفة - جميع المراتب حتى فناء العالم. وتحوي (التلبية) جميع الفقرات الاحتياطية والاستحبابية، ففيها تخصيص الحمد باللّٰه والنعمة به وتنفي عنه (مرّة أخرىٰ) الشريك (إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك) . وهذه عند أهل المعرفة غاية التوحيد، وتعني أنّ كل حمد ونعمة في عالم الوجود إنما هو حمد اللّٰه ونعمة اللّٰه سبحانه بدون شريك.
ويجري هذا الموضوع والهدف الأعلىٰ في كلّ موقف ومشعر وعمل وحركة وسكون، وخلافه الشرك بالمعنى الأعمّ.
* * *