1
العدد الاول
الحجّ في أحاديث الإمام الخميني - قدّس سره -
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الي حجاج بيت الله الحرام كافه ايّدهم الله تعالي.
بعد السلام ووافر التحيات.
اليوم، حيث نشِبت براثن الاستعمار الخبيثه - بسبب تهاون و تساهل الشعوب الإسلاميه - في أعماق الارض المترامية لأُمّة القرآن، لتنهب جميع الثروات الوطنية والخيرات الطائلة، ولتنشر الثقافة الاستعمارية المسمومة في أعماق قري وقصبات العالم الإسلاميّ، ولتقضي علي ثقافة القرآن، وتجنّد الشباب أفوهجاً في خدمة الأجانب والمستعمرين، وتطلع علينا كلَّ يوم بنغمة جديدة وبأسماء خادعة تظلّل بها شبابنا. في مثل هذه الظروف عليكم، يا أبناء الأُمّة الأعزاء المجتمعين لأداء مناسك الحجّ في أرض الوحي هذه، أن تستثمروا الفرصة وتفكّروا في الحلّ، وأن تتبادلوا وجهات النظر وتتفاهموا لحل مسائل المسلمين المستعصية.
واعلموا أنّ هذا الاجتماع الكبير الذي يعقد سنوّياً، بأمر الله تعالي، في هذه الارض المقدسة، يفرض عليكم - أنتم المسلمين - أن تبذلوا الجهود علي طريق االأهداف الإسلاميّة المقدسة، ومقاصد الشريعة المطهرة السامية، وعليطريق تقدم المسلمين وتعاليهم واتحاد المجتمع الإسلاميّ وتلاحمه.
لتشترك أفكاركم وعزائمكم علي طريق الاستقلال واقتلاع جذور سرطان الاستعمار.
اِسمعوا مشاكل الشعوب المسلمة من لسان أهل كل بلد، ولا تؤلوا جهداً في اتخاذ أي اجراء لحل مشاكلهم.
علي اهالي كل بَلدٍ أن يشرحوا في هذا الاجتماع المقدس مشاكل شعبهم للمسلمين. . .
فكّروا في أمر الفقراء والمساكين في العالم الإسلاميّ.
ابحثوا عن سبيل لتحرير أرض فلسطين الإسلاميّة من براثن الصهيونية العدو اللدود للإسلام والإنسانيّة.
لا تغفلوا عن مساعدة الرجال المضحّين الذين يناضلون علي طريق تحرير فلسطين وعن التعاون معهم.
علي العلماء المشاركين في هذا الاجتماع، من أي بلد كانوا، أن يصدروا - بعد تبادل وجهات النظر - بيانات صريحة واضحة لا يقاظ المسلمين، وأن يوزعوها في مهبط الوحي بين أبناء الأُمَّة الإسلاميّة، ثم ينشروها في بلدانهم بعد عودتهم.
وعلي العلماء أيضاً أن يطالبوا زعماء البلدان الإسلاميّة بوضع الإسلام نصبَ أعينهم، ويتجنّبوا الاختلافات، ويبحثوا عن علاج للتخلص من مخالب الاستعمار.
ولو أن زعماء البلدان الإسلاميّة كفّوا عن الاختلافات الداخلية وتفهموا أهداف الاسلام السامية، واتّجهوا نحوها، لما أصبحوا بهذه الحالة أسري ذليلين بيد الإستعمار.
ان اختلافاتهم، هي التي خلقت مشكلة فلسطين، وتحول دون حلّها. فلو أنّ سبعمائة مليون مسلم، بأرضهم الغنية المترامية الاطراف، يمتلكون وعياً سياسيّاً، وكانوا متّحدين منتظمين في صفّ واحد، لما أمكن للدول الاستعمارية الكبري أنْ تنفذ الي بلدانهم، فما بالك بحفنة من اليهود من عملاء الاستعمار. . .
أنا أشدُّ علي يد أبناء الأُمَّة الإسلاميّة وأحرار العالم علي طريق قطع جذور الاستعمار والمستعمرين، واستقلال البلدان االإسلاميّة وتحطيم قيود الأسر. وأسأل الله تعالي أن يدفع عنا شرّ الأنظمة المتجبّرة وأذناب الاستعمار القذرين، وأسأله أن يتقبل منكم أعمالكم ومناسككم.