10
الخامس: لزوم اختلال المعنى لو فسر بالمعبود
قوله سبحانه: فَإلَهُكُمْ إلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أسْلِمُوا وَ بَشِّرِ الْمُخْبتِينَ . 1فلو فسّر الإله في الآية بالمعبود لزم عدم صحة المعنى، إذ المفروض تعدّد المعبود في المجتمع البشري، ولأجل دفع هذا ربما يقيّد الإله هنا بلفظ «الحقّ» أي المعبود الحقّ إله واحد؛ ولو فسّرناه بالمعنى الإجمالي الذي له آثار في الكون من التدبير والتصرّف، وإيصال النفع، ودفع الضرّ على نحو الاستقلال، لصحّ حصر الإله - بهذا المعنى - في واحد، بلا حاجة إلى تقدير كلمة بيانية محذوفة، إذ من المعلوم أنّه لا إله في الحياة الإنسانية، والمجتمع البشري يتصف بهذه الصفات التي ذكرناها إلاّ الله سبحانه.
ولا نريد أن نقول: إنّ لفظ «الإله» بمعنى الخالق المدبّر المحيي المميت الغافر على وجه التفصيل، إذ لايتبادر من لفظ «الإله» إلاّ المعنى الإجمالي، بل هذه الصفات عناوين تشير إلى المعنى الذي وضع له لفظ الإله؛ ومعلوم أنّ كونَ هذه الصفات عناوين مشيرة إلى ذلك المعنى الإجمالي، غيرُ كونها معنى موضوعاً له الّلفظ المذكور، كما أنّ كونه تعالى ذو سلطة على العالم كله أو سلطة مستقلة غير معتمدة على غيره، وصف نشير إليه بالمعنى الإجمالي الذي نتلقاه من لفظ «الله» ، لا أنّه نفس معناه.
السادس: استعمال لفظ الجلالة مكان الآخر
ربّما يستعمل لفظ الجلالة مكان الإله، ويتجرّد عن معنى العلَمية ويبقى فيه معنى الوصفية، فلذلك يصح استعماله مكان الإله، وإليك بعض موارده:
قال سبحانه: وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الأرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ . 2فالآية تشير إلى أنّ إله