84السيد العلامة الطباطبائي: نزلت الآيات في حجة الوداع آخر حجة حجها رسول الله (ص) وفيها تشريع حج التمتع.
الشيخ مكارم الشيرازي: لا يعلم بدقة تاريخ نزول الآيات المتعلقة بالحج في القرآن الكريم، ولكن يرى بعض المفسرين العظام أنها نزلت في حجة الوداع، في حين يرى بعضهم أنّ جملة: فَإنْ أحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْى ناظرة إلى حادثة (الحديبية) الواقعة في السنة السادسة للهجرة، حيث منع المسلمون من زيارة بيت الله الحرام.
سيد قطب: وليس لدينا تاريخ محدد لنزول آيات الحج هذه إلاّ رواية تذكر أنّ قوله تعالى: فَإنْ أحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْى نزلت في الحديبية سنة ست من الهجرة.
ولم يذكر الرواية، ولا أدري فقد تكون رواية كعب بن عجرة التي استند عليها ابن عاشور وكما ذكرت في أسباب النزول للواحدي.
كذلك ليس لدينا - والكلام لسيد قطب - تاريخ مقطوع به لفرضية الحج في الإسلام، سواء على الرأي الذي يقول بأنه فرض بآية: وَأتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ أو بآية: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً الواردة في سورة آلعمران؛ فهذه كتلك ليس لدينا عن وقت نزولها رواية قطعية الثبوت.
وقد ذكر بن قيم الجوزية في كتاب: "زاد المعاد" أنّ الحج فرض في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة؛ ارتكاناً منه إلى أنّ الرسول (ص) حج حجة الوداع في السنة العاشرة؛ وأنه أدى الفريضة عقب فرضها إمّا في السنة التاسعة أو العاشرة.
ولكن هذا لايصلح سنداً - كما يقول سيد قطب - فقد تكون هناك اعتبارات أخرى هي التي جعلت الرسول (ص) يؤخر حجه إلى السنة العاشرة، وبخاصة إذا لاحظنا أنه أرسل أبا بكر أميراً على الحج في السنة التاسعة؛ وقد ورد أنّ رسول الله (ص) لما رجع من غزوة تبوك هم بالحج؛ ثم تذكر أنّ المشركين يحضرون موسم الحج على عادتهم، وأنّ بعضهم يطوفون بالبيت عراة، فكره مخالطتهم. . ثم نزلت براءة، فأرسل (ص) علي بن أبي طالب (ع) يبلغ مطلع براءة للناس، وينهي بها