83وقيل: سميت بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وتمت تحتها بيعة الشجرة المعروفة. 1فالفخر الرازي ذكر أنّ المفسرين أجمعوا على أنّ سبب نزول هذه الآية أنّ الكفار أحصروا النبي (ص) بالحديبية؛ وذكر أيضاً قول أبي مسلم: . . . إنّ هذه الآية إنما نزلت بعد أن منع الكفار النبي (ص) في السنة الماضية عن الحج والعمرة. . وهذا المنع حدث في السنة السادسة للهجرة، فيما يذكر في موضع آخر من تفسيره للآية أنها نزلت في السنة السابعة من الهجرة.
الشافعي: لا خلاف بين أهل التفسير أنّ هذه الآية نزلت في حصر الحديبية.
القرطبي عند حديثه حول المراد من الحصر ذكر التالي: وقال بن عمر وبن الزبير وبن عباس والشافعيّ وأهل المدينة: المراد بالآية حَصْر العدوّ؛ لأنّ الآية نزلت في سنة سِتّ في عُمْرة الحُدَيبيَة حين صَدّ المشركون رسول الله (ص) عن مكة.
قال بن عمر: خرجنا مع رسول الله (ص) فحال كفار قريش دون البيت، فَنَحر النبيّ (ص) هَدْيَه وحَلَق رأسه.
ودلّ على هذا قوله تعالى: فَإِذَآ أمِنْتُمْ ولم يقل: برأتم؛ والله أعلم.
بل إنّ بن عاشور في تحريره نفى الخلاف حيث يقول: ولا خلاف في أنّ هذه الآية نزلت في الحديبية سنة ست، حين صدّ المشركون المسلمين عن البيت - مستدلاً بحديث كعب بن عجرة - وقد كانوا ناوين العمرة وذلك قبل أن يفرض الحج، فالمقصود من الكلام هو العمرة؛ وإنما ذكر الحج على وجه الإدماج، تبشيراً بأنهم سيتمكنون من الحج فيما بعد، وهذا من معجزات القرآن.
حكى صاحب الحدائق عن العلامة في المنتهى: ونقل النيشابوري وغيره اتفاق المفسرين على أنّ قوله تعالى: فَإنْ أحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْى نزلت في حصر الحديبية.