310الحجّة، نزل إليه جبرئيل (ع) عن الله تعالى: يا أيّها الرَّسُولُ بَلغ ما اُنزل إليك من ربّك. . . . 1وأمره أن يقيم عليّاً عَلَماً للناس، ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كلّ أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله أن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سَمُرات. 2خمس متقاربات دَوْحات عظام أن لا ينزل تحتهنّ أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم، فقمّ ما تحتهنّ، حتى إذا نودي بالصلاة - صلاة الظهر - عمد إليهنّ، فصلى بالناس تحتهنّ، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه، من شدّة الرمضاء؛ وظُلّل لرسول الله (ص) بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف (ص) من صلاته، قام خطيباً وسط القوم. 3على أقتاب الإبل. 4وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته، فقال (ص) :
«ألحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضلّ، ولا مُضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: أيّها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير: أنه لم يُعمّر نبيّ إلا مثل نصف عمر الذي قبله. وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟