24وأخذ التابوت منهم، مذكورة في التفاسير، والله سبحانه وعدهم بأنّهم لو قاتلوا مع ملكهم طالوت، يسترجع إليهم التابوت وتحمله الملائكة إليهم؛ يقول سبحانه: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَ آلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ . 1أي أنّ آية ملك (طالوت) هو أنّه يحارب الأعداء، ويسترجع التابوت الّذي تحمله الملائكة فيرونه بنو إسرائيل عياناً. 23. التبرّك بأصحاب الكهف، فعندما يذكر الله سبحانه وتعالى أصحاب الكهف والرّقيم في سورة الكهف، يبتدئ ببيان قصتهم بالآية 9 ويختمها بالآية 26.
وقد نزلت هذه الآيات لتشدّ قلوب المؤمنين وتثبت الإيمان فيها، وذلك بالوقوف على مصير أصحاب الكهف الذين تركوا متاع الحياة الدنيا وزينتها وهجروا مجتمعهم الغارق في الوثنية والتجأوا إلى كهف ضيّق موحش من أجل أن تبقى قلوبهم عامرة بالعقيدة الصحيحة، متوهّجة بحرارة الإيمان.
فلمّا علم سبحانه صدقهم وثباتهم في طريق التوحيد شملتهم عناية الله تبارك وتعالى فالتجأوا إلى الكهف، فأطبق الله سبحانه على آذانهم فناموا سنين طويلة، وبذلك خلصوا من مكائد الملك وأعوانه الذين كانوا يروّجون الوثنية ويحاربون الموحّدين، فلمّا بعثهم الله سبحانه بعد مضي ثلاثة قرون وانكشف أمرهم للناس، وثبت أنّ وعد الله حق حيث إنّ إيقاظهم الّذي