25يشبه البعث والإحياء بعد إنامتهم الّتي تُشبه الموت، أقوى دليل على قدرته سبحانه على أن يبعث الناس يوم القيامة ثم إنّه بعدما تبيّن ما هو الغرض من إنامتهم وإيقاظهم أماتهم الله سبحانه، واختلف الناس في حقّهم وفي شأنهم، فذهب فريق منهم إلى إغلاق باب الكهف وسترهم عن أعين الناس وجعلهم وراء البنيان وإلى هذا يشير قوله سبحانه: ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا . 1والقائلون بذلك هم الأقلية الوثنية، أرادوا بذلك أن يخفوا أمرهم لكي ينساه الناس ولا يتحدّثون به، وقالوا - تحقيراً بشأنهم -: رَبُّهُمْ أعْلَمُ بِهِمْ . 2وقال الفريق الآخر، أي: الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أمْرِهِمْ . 3أي على أمر القائلين بالاقتراح الأوّل: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا . 4تتعبّدون فيه لله سبحانه تبركاً بتربتهم، وهذا يدل على أمرين:
1. جواز بناء المساجد على قبور الأولياء.
2. جواز التبرّك بتربة القبور، لأنّ القرآن يذكر ذلك من دون ردّ واعتراض، بل يظهر منه التأييد والموافقة.