152وعن التعليم يقول السيوري في كنز العرفان: تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ للَّهُ فيه دلالة على كون التعليم أمراً مستفاداً كيفيته من الشارع، فقال أصحابنا نقلاً عن أئمتهم (هم) أنّ التعليم يحصل بأمور:
الأول: الاسترسال إذا أغري.
الثاني: الانزجار إذا زجر.
الثالث: أن لا يعتاد أكل صيده.
الرابع: الاستمرار على ذلك غالباً ولا اعتبار بالندرة نفياً أو إثباتاً.
وعن قوله تعالى: فَكُلُوا مِمَّا أمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ يقول الطبرسي: أي مما أمسك الجوارح عليكم، وهذا يقوي قول من قال: ما أكل منه الكلب لا يجوز أكله؛ لأنه أمسك على نفسه، ومن شرط في استباحة ما يقتله الكلب أن يكون صاحبه قد سمى عند إرساله، فإذا لم يسمّ لم يجز له أكله إلاّ إذا أدرك ذكاته، وأدنى ما يدرك به ذكاته أن يجده تتحرك عينه أو أذنه أو ذنبه، فتذكيته حينئذٍ بفري الحلقوم والأوداج.
وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ أي قبل الإرسال عن ابن عباس والحسن والسدي؛ وقيل: معناه اذكروا اسم الله على ذبح ما تذبحونه، وهذا صريح في وجوب التسمية والقول الأول أصح.
وَاتَّقُوا اللهَ أي اجتنبوا ما نهاكم الله عنه فلا تقربوه واحذروا معاصيه التي منها أكل صيد الكلب غير المعلم أو ما لم يمسكه عليكم أو ما لم يذكر اسم الله عليه من الصيد والذبائح.