151يدرك ذكاته؛ وقيل: معناه كما علمكم الله عن السدي وهذا بعيد لأنَّ مِنْ بمعنى الكاف لا يعرف في اللغة ولا تقارب بينهما لأنّ الكاف للتشبيه ومِنْ للتبعيض؛ واختلف في صفة الكلب المعلم فقيل: هو أن يستشلى (تهيج) لطلب الصيد إذا أرسله صاحبه ويمسك عليه إذا أخذه ويستجيب له إذا دعاه ولا يفرّ منه فإذا توالى منه ذلك كان معلماً؛ عن سعد بن أبي وقاص وسلمان وابن عمر.
وقيل: هو ما ذكرناه كله وإن لا يأكل منه عن ابن عباس وعدي بن حاتم وعطاء والشعبي وطاوس والسدي، فروى عدي بن حاتم عن النبي (ص) أنه قال: «إذا أكل الكلب من الصيد فلا تأكل منه فإنما أمسك على نفسه» ؛ وقيل: حدّ التعليم أن يفعل ذلك ثلاث مرات عن أبي يوسف ومحمد؛ وقيل: لا حدّ لتعليم الكلاب وإذا فعل ما قلناه فهو معلَّم، ويدل على ذلك ما رواه أصحابنا أنه إذا أخذ كلب المجوسي فعلمه في الحال فاصطاد به جاز أكل ما يقتله، وقد تقدم أنّ عند أهل البيت لا يحل أكل صيد غير الكلب إلا ما أدرك ذكاته ومن أجاز ذلك قال: إن تعلم البازي هو أن يرجع إلى صاحبه، وتعلم كل جارحة من البهائم والطير هو أن يشلى على الصيد فيستشلى ويأخذ الصيد ويدعوه صاحبه فيجيب، فإذا كان كذلك كان معلماً أكل منه أو لم يأكل، روي ذلك عن سلمان وسعد بن أبي وقاص وابن عمر، وقال آخرون: ما أكل منه فلا يؤكل؛ رووه عن علي (ع) والشعبي وعكرمة.