119يقول العلامة أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي: اَلَّذِي بَاركْنَا حولَهُ «قيل: بالثمار، وبمجاري الأنهار، وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء، والصالحين، وبهذه جعل مقدساً» . 1. . ، فمن ثم استعمل هؤلاء العلماء الفقهاء كلمة (المباركة) ، ولا غرابة في ذلك.
وحيث عرف تعليل كونها مباركة، نتيجة لهذا يكون الدعاء فيها مستجاباً بإذن الله عزوجل؛ وهذا اعتراف من أئمة في التفسير بأنّ الأماكن تتفاضل بحسب من حلّ بها، وما حلّ فيها، لهذا المعنى أفرد الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه باباً بعنوان:
«المساجد التي على طرق المدينة، والمواضع التي صلى فيها النبي (ص)» و عرض لعشرة أحاديث، وكذلك خص هذه الأماكن العلامة عماد الدين أبوالفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774ه-) بعنوان:
«ذكر الأماكن التي صلى فيها رسول الله (ص) وهو ذاهب من المدينة إلى مكة في عمرته وحجته» . 2
علّق العلامة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في شرحه على صنيع الإمام البخاري بقوله: ومحصل ذلك أنّ ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن، وتشدده في الإتباع مشهور، ولا يعارض ذلك ماثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان، فسأل عن ذلك فقالوا: قد صلى فيه