120النبي (ص) «فقال: من عرضت له الصلاة فليصل، وإلاّ فليمض، فإنما هلك أهل الكتاب، لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً» ، لأنّ ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة، أو خشي أن يشكل ذلك على من لايعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً.
وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر، وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي (ص) أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى، وإجابة النبي (ص) إلى ذلك، فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين. . . 1
وبنفس السياق يستشهد العلامة الإمام المحدث الورع أبو محمد عبدالله بن أبي جمرة الأندلسي المتوفى سنة 699 ه- من السنة النبوية الشريفة في كتابه بهجة النفوس وتحليلها بمعرفة مالها وما عليها شرح مختصر صحيح البخاري في شرحه للحديث الذي رواه عن عمر، يقول: سمعت النبي (ص) بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» .
وفيه دليل على أنّ المقصود منا في الأمكنة والأزمنة المباركة التعبد، يؤخذ ذلك من قوله (ص) : «صلّ في هذا الوادي المبارك» فمن أجل بركته أمر بالصلاة فيه، كما قال تعالى في الأشهر الحرم: فَلاَتَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ ونهى عن الظلم فيها لكون الإثم عليه إذ ذاك أكثر مما لوكان في غيرها،