93روايات ضعيفة لأمر مّا، و لايكون هذا حاملاً له على الأخذ بها، أو حكايتها لتضعيف الرأي القوي الصحيح.
من المؤرخين من يطلق الرواية، ومنهم من يكون أكثر دقة، فيسقط من الاعتبار ما لم تشهد له الشواهد، أو الوقائع بادئ ذي بدء، ومن عرض لها يرتد لها فيزيفها، ويبطلها من اعتباره، ثم يبين في النهاية الراجح من تلك الأقوال؛ و بهذا يستقيم لهم المنهج التاريخى كاملاً؛ من هذه المدونات:
* كتاب (الاستيعاب في أسماء الأصحاب)
تأليف: العلامة المحدث أبي عمريوسف بن عبد الله بنمحمدبن عبدالبرّ (ت463ه-/10(ع)0م) جاء فيه فيما يتصل بمكان ولادة رسول الله (ص) ؛ «قال الزبير: حملت به أمّه (ص) أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وولد (ص) بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج» . 1* كتاب (الروض الأنف في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة النبوية لابن هشام)
تأليف العلامة الفقيه المحدث أبي القاسم عبد الرحمن بنعبد الله السهيلي (ت 581ه-/1185م) ، فقد ذكر «أنّ النبي (ص) ولد بالشعب، وقيل: بالدار التي عند الصفا، وكانت بعد لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، ثم بنتها زبيدة مسجداً حين حجّت. . .» . 2صدّر حديثه عن مكان ولادة الرسول (ص) بالقول الراجح كما هي عادة المؤلفين، ثم ثنّى بالقول الآخر المرجوح، وهو أنه «ولد بالدار التي عند الصفا» فمن ثم أعقبها بقوله: «وقيل» ، وهي للتمريض والتضعيف.
من علماء السيرة النبوية من لم يكتف بعرض الأقوال فقط، بل فحص تلك الروايات، ورجح الصحيح منها، ومنهم من لم يتعرض إلى الأقوال الضعيفة بتاتاً، بل أثبت الصحيح الراجح، و لم يلتفت إلى الأقوال الضعيفة، من هؤلاء:
* كتاب (إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع)
تأليف: العلامة المؤرخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت845ه-/1441م) ، وفيه يقول:
«ولد محمد (ص) بمكة في دار عرفت بدار ابن يوسف من شعب بني هاشم يوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. . .» . 3* كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد)
تأليف: العلامة الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت942ه-/1535م) ؛ ذكر القول الراجح الذي عليه الجمهور في «الفصل الثاني: في مكان ولادته (ص) ، هل ولد بمكة، أوغيرها، و الصحيح الذي عليه