95حجّتك عليهم فيه ظاهرة؟ !» .
قال: و بما أحتجّ عليهم؟ قال: «بكتاب الله تعالى» فقال: في أيّ موضع؟ فقال: «قول الله: ( إِنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُباركاً ) ، قد أخبرك الله: إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة، فإن كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، و إن كان البيت قديماً قبلهم فله فناؤه» .
فدعاهم أبوجعفر فاحتج عليهم بهذا، فقالوا له: اصنع ما أحببت. 1قال اليعقوبي في تاريخه: أراد أبوجعفر أن يزيد في المسجدالحرام و شكا النّاس ضيقه، فكتب إلى زياد بن عبيدالله الحارثي أن يشتري المنازل التي تلي المسجد حتّى يزيد فيه ضعفه، فامتنع النّاس من البيع فذكر ذلك لجعفر بن محمد (ع) فقال: «سلهم أهم نزلوا علىالبيت أم البيت نزل عليهم؟ فكتب بذلك إلى زياد، فقال لهم زياد بن عبيدالله ذلك فقالوا: نزلنا عليه؛ فقال جعفر بن محمد (ع) : «فإنّ للبيت فناءاً» ، فكتب أبوجعفر إلى زياد بهدم المنازل التي تليه، فهدمت المنازل، و أدخلت عامة دار الندوة فيه حتى زاد فيه ضعفه، و كانت الزيادة مما يلي دار الندوة، و ناحية باب جمح، و لم يكن مما يلي باب الصفا و الوادي، فكان البيت في جانبه. 2و روي العياشي عن الحسن بن علي بن النعمان قال: لما بني المهدي في المسجدالحرام، بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسئل عن ذلك الفقهاء فكلّ قال له إنّه لاينبغي أن تدخل شيئاً في المسجدالحرام غصباً، فقال له علي بن يقطين: يا أميرالمؤمنين: لو كتبت إلى موسى بن جعفر (ع) لأخبرك بوجه الأمر في ذلك، فكتب إلى والي المدينة أن سئل