96موسى بن جعفر (ع) عن دار أردنا أن ندخلها في المسجدالحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لأبي الحسن (ع) فقال أبوالحسن: «ولابدّ من الجواب؟» فقال له الأمير: لابدّمنه فقال له: «اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم إن كانت الكعبة هي النازلة بالنّاس فالنّاس أولى بفنائها و إن كان النّاس هم النازلين بفناء الكعبة، فالكعبة أولى بفنائها» .
فلمّا أتى الكتاب المهدي أخذ الكتاب فقبّله، ثمّ أمر بهدم الدار فأتى أهل الدار أبا الحسن (ع) ، فسئلوه أن يكتب لهم إلى المهدي كتاباً في ثمن دارهم، فكتب إليه أن ارضخ لهم شيئاً فأرضاهم. 1ثمّ إنّه لا تنافي هذه الأخبار ما تضمّن تحديد المسجدالحرام حسبما تقدّم و أنّه يجوز إلحاق البيوت بالمسجد لكون أراضيها من جملة المسجد؛ إذ ربّما لايقبل الخصم هذا التحديد، و لكن هذه النصوص تضمّن تعليل الحكم بما يعترف به الخصم، فيكون من قبيل الإلزام، و يؤكده التعبير بالرضخ لأصحاب البيوت، و لو كانوا مالكين للأراضي، استحقّو الثمن لا العطيّة. ويشهد بذلك تسليم الخصم له، و كم له من نظير في نصوص الأئمة (ع) و رواياتهم.
و أمّا البحث الآخر، و هو وظيفة النّاس تجاه ما ورد من فعال الإمام المهدي (عج) و ما هو وظيفتهم من مباشرة ذلك، لو قدروا عليها و فعلها لو تمكّنوا منها؟
فالذي بيناه في بعض رسائلنا أنه لايبعد كون مدلول هذه النصوص بيان ما ينبغي فعله، لا ما هو من خصائصه (ع) ، فهي بصدد النقمة على الوضع