202أخرى على المقام، قال إبراهيم (ع) : كيف أقول؟ قالجبريل (ع) : قل: لَبّيك الّلهم لَبّيك ، فهو أول من لبى.
و في رواية أخرى أنه صعد الصفا، فقال: يا أيها الناس إن الله كتب عليكم حج البيت العتيق، فسمعه ما بين السماء و الأرض، فما بقي شيء سمع صوته إلاّ أقبل يلبي يقول: لبيك اللهم لبيك .
و في رواية أخرى: إن الله يدعوكم إلى حج البيت الحرام، ليثيبكم به الجنة، و يخرجكم من النار، فأجابه يومئذ من كان في أصلاب الرجال، و أرحام النساء، و كل من وصل إليه صوته من حجر، أو شجر، و مدر، و أكمة، أو تراب، قال مجاهد: فما حج إنسان، و لا يحج أحد حتى تقوم الساعة إلاّ و قد أسمعه ذلك النداء، فمن أجاب مرة حج مرة، و من أجاب مرتين أو أكثر؛ فالحج مرتين أو أكثر على ذلك المقدار.
و عن ابن عباس قال: لما أمر إبراهيم (ع) بالأذان، تواضعت له الجبال، و خفضت و ارتفعت له القرى.
قال القاضي عبدالجبار: يبعد قولهم إنه أجابه الصخر و المدر، لأن الإعلام لايكون إلاّ لمن يؤمر بالحج دون الجماد، فأما من يسمع من أهل المشرق و المغرب نداءه، فلا يمتنع إذا قواه اللهتعالى، و رفع الموانع، ومثل ذلك قد يجوز في زمان الأنبياء (ع) . القول الثاني: أن المأمور بقوله: ( وَأذِّن ) هو محمد (ص) و هو قول الحسن، و اختيار أكثر المعتزلة، و احتجوا عليه بأن ما جاء في القرآن، و أمكن حمله على أن محمداً (ص) هو المخاطب به، فهو أولى و تقدم قوله: ( وَإِذْ بَوَّاْنَا لإِبْرهِيمَ مَكَانَ لْبَيْتِ ) لا يوجب أن يكون قوله: ( وَأذِّن )