187تخصيصاً.
أما التطهير فقد اختلف في المراد منه على أقوال:
أحدها: أنّ المراد طهّراه من الفرث و الدم الذي كان يطرحه المشركون عند البيت قبل أن يصير في يد إبراهيم وإسماعيل (ع) ؛ عن الجبائي.
و ثانيها: أنّ المراد طهّراه من الأصنام التي كانوا يعلقونها على باب البيت قبل إبراهيم (ع) عن مجاهد وقتادة.
و ثالثها: أنّ المراد طهراه بنياناً بكماله على الطهارة، كما قال سبحانه : ( أَفَمَنْ أسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أمْ مَنْ أسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ ) 1، أو بلا إِله إِلا الله من الشرك، كما في تفسير ابن كثير: الآية 125 البقرة.
و قال السُّدّي: أبنياه وأسّساه على طهارة و نية طهارة؛ فيجيء مثل قوله: ( أسِّسَ عَلَى لتَّقْوَى ) . 2إذن فذكر يارسول الله هؤلاء المشركين الذين يدَّعون اتِّباع إبراهيم (ع) ، و يتخذون من البيت الحرام مكاناً لأصنامهم، أذكر لهم قصة إبراهيم (ع) ، و البيت الحرام حين أرشدناه إلى مكانه، و أمرناه ببنائه و قلنا له: لاتشرك بي شيئاً ما في العبادة، و طهّر بيتي من الأصنام و الأقذار، ليكون مُعدّاً لمن يطوف به، و يقيم بجواره، و يتعبد عنده؛ فلا تلوثوا مكانه بشرككم، و بما يحيط به مما لايليق به، حتى يكون معداً للقاصدين إليه، و الملبين نداء السماء على لسان نبياللهإبراهيم (ع) ؛ لتحصلوا أنتم و هم علىمنافع دينية لهم بأداء فريضة الحج، و منافع دنيوية. . إن تلويث الكعبة بالشرك و مظاهره و آثاره