186تهفو إليه القلوب، و تشتاق إليه الأفئدة: ( فَاجْعَلْ أفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ ) 1، فليس أحد من أهل الإسلام إلاّ و هو يحن إلى رؤية الكعبة و الطواف بها، تحِنُّ القلوب إلى بيت الله، و تتحرَّق شَوْقاً إليه، و كأن شيئاً يجذبها لزيارته، و لأداء فريضة الحج؛ لأن الله تعالى أمر بها، و به تتطهر الأرواح، و تتزود منه النفوس، و يتوجه إليه الناس، فهو قبلتهم حيث كانوا، كلهم يتجهون نحوه؛ لأنه مركز الكون الفسيح: ( وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) . 2و هنا و في جبل أبي قبيس، أو قريباً منه، و في مكان يغيب عن الأنظار- و الله العالم به - تسلم سيدنا إبراهيم الحجر السماوي. . ، الحجر الأسود من أحد الملائكة، و قام بوضعه في إحدى زوايا الكعبة، و مازال حتى الآن، و سوف يبقى إلى أن تقوم القيامة، و منه يبدأ طواف الطائفين حول الكعبة.
المرحلة الثالثة:
التطهير، و حدث هذا بعد أن جاء الأمر الإلهي لإبراهيم و إسماعيل (ع) في آية، و لإبراهيم في آية أخرى: ( وَ عَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أنْ طَهِّرا بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ ) 3، ( وَ طَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْقائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ ) . 4و الشيء العظيم بل الأعظم، أنّ الله تعالى في الآيتين أضاف البيت إليه ( بَيْتىِ ) تشريفاً و تكريماً و تفضيلاً له على سائر البقاع، و تمييزاً و