14
يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَ فِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ لَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) . 13. المناظرة مع أصحاب المقالات
اتسعت رقعة الإسلام و دخل في حظيرته أمم مختلفة الثقافة، فأثاروا - و هم في لباس الإسلام - شبهات و إشكالات في صميم العقائد في توحيده سبحانه، و عصمةأنبيائه، إلى غير ذلك ممّا ورد في الكتب الكلامية، فقام المسلمون و في مقدمهم الإمام علي (ع) بالمناظرة و الاحتجاج عليهم بالبرهان، و هذه احتجاجات الإمام علي (ع) و الأئمّة (ع) من بعده، و سائر المسلمين مبثوثةفي كتب التاريخ و الحديث و العقائد، نذكر أنموذجاً واحداً منها.
من كلام للإمام علي (ع) للسائل الشامي لما سأله: أ كان مسيرنا إلى الشام بقضاءٍ من الله أم بقدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره:
«وَيْحَكَ لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً لازِماً وَ قَدَراً حَاتِماً وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ وَ سَقَطَ الْوَعْدُ وَ الْوَعِيدُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً وَ نَهَاهُمْ تَحْذِيراً وَ كَلَّفَ يَسِيراً وَ لَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً وَ أعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً وَ لَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً وَ لَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً وَ لَمْ يُرْسِلِ الأَنبِيَاءَ لَعِباً وَ لَمْ يُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً وَ لاَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلاً: