15
(ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار) . 1» . 2
نعم ناظر النبي (ص) و جادل أهل الكتاب، لكن بصورة قراءة الآيات الواردة في حقهم، و لميرد في المأثور أنّه اجتمع للمناظرة مع أصحاب الأهواء و المقالات، غير أن القرآن أمرنا بالجدال بالتي هي أحسن، و قال: ( اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) . 3
4. كتابة الحديث
اتفقت السلفيةعلىأن النبي (ص) نهى عن كتابة الحديث، و رووا في ذلك روايات مبسوطة في الصحيحين و السنن، حتى أن بعض الخلفاء أحرق ما كتبه بعض الصحابة من سنن الرسول (ص) و صارت كتابة الحديث أمراً متروكاً معرضاً عنه؛ و أما ما هو الباعث على ترك كتابة الحديث خلال أكثر من قرن فهذا ما لانخوض فيه، إنّما نتحدث في انقلاب الحال في عهد عمر بن عبدالعزيز، الذي كتب إلى أبيبكر بن حزم عالم المدينة: أنظر ما كان من حديث رسول الله (ص) فاكتبه، فإنّي خفت دروس العلم و ذهاب العلماء، و لاتقبل إلاّ أحاديث النبي (ص) ولتفشوا العلم و لتجلسوا حتى يعلم من لايعلم، فإن العلم لايهلك حتى يكون سرا. ً 4أفيمكن لأحد أن يمنع عن كتابة الحديث و ضبطه و تسجيله و نشره على النحو المعهود، بحجة أن النبي لم يأمر بكتابته، أو أن الصحابة لم يمارسوا كتابته؟ !