138رابعاً - تقدم نفقة العيال على الحج، فلايجوز لفاقد نفقة العيال أنيحج حجة الإسلام، ولكن يجوز، بل يجب عليه أنيقضي من بُلغته دينه.
كلّ هذه الأُمور تدلّ على رجحانحق الناس في التزاحم مع الحج، ومع الالتفات إلى هذه الأدلة والأمارات في الاهتمام بأداء الدَّين، لاموقع لما استظهره بعض الأعلام قائلاً:
و لكن الظاهر أنّه لامجال لدعوى جرياناحتمال الأهمية في خصوص الدَّين، بل يجري هذا الاحتمال في الحج أيضاً بلحاظ ما مرَّ من الأدلة الدالة على تقدمه، فإنتلك الأدلة و إنلمتنهض لإثبات الأهمية، لكن اقتضاءها لثبوت الاحتمال لامجال لنفيه، و عليه فيجري احتمال الأهمية في الحج أيضاً. 1السرّ في تشبيه الحج و تنزيله منزلة الدّين
قوله تعالى: ( وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاًوَ مَنْ كَفَرَ فإناللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) .
إنّالله سبحانه وتعالى اتخذ أسلوباً خاصاً في بيانفريضة الحج، غير ما اتخذه في الفرائض الأُخرى، و هو أسلوب الدَّين في التعبير عن وجوب الحج، كما أنالناس يعبرون عن ديونهم بعبارة: ( له عليَّدرهمان) .
و قد اتُّخذ نفس هذا الأُسلوب في الحج، وهو يفيد التأكيد و التشدد، وكأنّالحج دَين على الناس، فلابد من أدائه، لأنالدَّين متسالمعلى أدائه عند الناس، و لاينكر أحد قضاءه إلى صاحبه، فالحج كالدَّين مطلوب من الناس التسليم للحكم من دون عذر وسبب، و يجب أداؤه بالفور دون