12زيادة شيءفي العبادات، أو النقص من الواجبات، يُعدّ تقدماً على الله و رسوله، قال سبحانه: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَ يِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) . 1هذا كله ممّا لا سترة عليه، فإن حرمة البدعة ثابتة عقلاً و شرعاً.
إنّما الكلام فيما إذا كان أمر ديني أو قربي مشروع بنص الكتاب و السنّة، و لكن لميرد في الأثر أن رسول الله (ص) مارسه، فهل يكون ترك الرسول (ص) لهذا العمل دليلاً على لزوم اتباعه في ذلك، و بالتالي يصبح هذا الشيء أمراً محرماً لازم الاجتناب، هذا ما سندرسه تالياً.
إنّ السنّة عبارة عن قول النبي (ص) ، و فعله، و تقريره، - كما عرفت - و لم يقل أحد أن ترك الرسول (ص) لأمر قربي دليل على حرمته، فإدخال الترك في مصادر التشريع بدعة حصلت في هذا العصر.
و ذلك لأن الترك أمر لبيّ لايمكن الوقوف على بواعثه و دوافعه، فلعل الظروف لمتسمح له (ص) بممارسته، بعد أن لميكن أمراً واجباً معيّناً، و إنّما أخذ من الواجب أحد أعدال التخيير، أو ترك المستحب لبعض الدوافع، و على ذلك فلا يحتج بالترك المجهول دافعه و علته، بعد وجود الدليل على جواز الشيء و قربيته.
والذي يرشدنا إلى ذلك أنّه حصل بين المسلمين أمور قُرْبيّة، لم يمارسها الرسول (ص) ، بل و لا كثير من أصحابه، و كانت مستجدة.
و إليك نماذج منها: