10و كانت للمكيين أعراف و عادات نشأوا عليها، فلما هاجروا إلى المدينة فوجئوا بعادات أخرى، غير ما مارسوه في بلادهم، ممّا يتعلق بالمسكن و الملبس و المأكل، فاقتبسوا من هذه الأعراف أفضلها و أكملها، و لميدر بخلد أحد أنها من محدثات الأُمور. 1كل ذلك يدل علىأن ما يرجع إلى العادات المحلّلة بالكتاب و السنّة مطلق مرسل لا يحدد بحدّ، و إن تطورت و تكاملت، إلاّ إذا انطبق عليه عنوان محرم أو كان ملازماً لأمر محرم.
إن المسلمين فتحوا البلاد، و أشاعوا التوحيد بين الأُمم المتحضرة، و قد كانت لهم أعراف في حياتهم الاجتماعية، و آلات، و أدوات في التعليم و التعلم، أو فتح البلاد و غزوها، فاستقبلوها برحابة صدر و تعلموها، و استخدموها في حياتهم غير ما كان محرماً بالذات.
أين الأزقة الضيقة في مكة المكرمة، و المدينة المنورة، من الشوارع الواسعة في عواصم العراق و الشام؟ !
أين كوخ الفلاحين في الجزيرة العربية، من القصور المشيدة بعد قرن في نفس الجزيرة؟ ! ثم أين جشوبة العيش في صحاري الحجاز من العيش الرغيد في البلاد المفتوحة؟ !
كل ذلك حصل بمرأى و مسمع من الصحابة، و التابعين، و الفقهاء، و لم يقل أحدٌ بحرمته رغم كونه من الأُمور المحدثة.
و علىذلك جرت حياةالمسلمين عبر قرون إلى أن انتهى الأمر إلى ركوب السيارات، و الطائرات، و استخدام الإذاعات المسموعة، و المرئية، و