72وهو قَسَم يحمل عظمة هذه الأيام وعرفة منها، فالله عز وجل يقسم ببعض مخلوقاته لبيان فضلها، وقسمه سبحانه بالليالي العشر لبيان منزلتها، والترغيب بالعمل الصالح فيها. . إنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار.
فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «الحاج إذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه» .
وقال أبو جعفر (ع) : «ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له، فأما البر فيستجاب في آخرته ودنياه، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه» .
وقال الصادق (ع) : «ما من رجل من أهل كورة ( المدينة والناحية) وقف بعرفة من المؤمنين إلا غفر الله لأهل تلك الكورة من المؤمنين، وما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين إلا غفر الله لأهل ذلك البيت من المؤمنين» .
«سمع علي بن الحسين (عليهما السلام) يوم عرفة سائلاً يسأل الناس، فقال له: «ويحك أغير الله تسأل في هذا اليوم؟ إنه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيداً» .
«ومن أعتق عبداً له عشية يوم عرفة فإنه يجزي عن العبد حجة الإسلام ويكتب للسيد أجران: ثواب العتق وثواب الحج» .
«وأعظم الناس جرماً من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له، يعني الذي يقنط من رحمة الله عز وجل» .
وقال الصادق (ع) : «إذا كان عشية عرفة بعث الله عز وجل ملكين يتصفحان وجوه الناس، فإذا فقدا رجلاً قد عود نفسه الحج، قال أحدهما لصاحبه: يا فلان ما فعل فلان؟ قال: فيقول: الله أعلم، قال: فيقول أحدهما: اللهم إن كان حبسه عن الحج فقر فأغنه، وإن كان حبسه دين فاقض عنه دينه، وإن كان حبسه مرض فاشفه، وإن كان حبسه موت فاغفر له وارحمه» . (7)
وعن عائشة أن رسول الله (ص) قال:
«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء» . قال ابن عبد البر: وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.
وفي صيام هذا اليوم نسب إلى رسولالله9 القول:
«صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده» . (8)
فقالوا يستحب صيامه لغير الحاج، أما الحاج فلا ينبغي أن يصومه حتى يتقوى على الوقوف وذكر الله تعالى.
وعن صيام يوم عرفة - تحت باب صيام عرفة لغير الحاج في التاج الجامع - نسب إلى رسول الله (ص) قوله:
عن أبي قتادة عن النبي (ص) : «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» .
أحتسب على الله أي أرجوه، ورجاؤه (ص) محقق، فصوم يوم من عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية، إن وقعت فيها ذنوب تقع مغفورة، والمراد الصغائر وإن لم تكن فيرجى التخفيف من الكبائر وإلا رفع له به درجات. (9)
وفي أفضلية الدعاء في يوم عرفة، روى الترمذي أن رسول الله (ص) قال:
«أفضل الدعاء يوم عرفة, وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير» .
وروى أيضاً أن الإمام علي بن أبيطالب (ع) قال:
أكثر ما دعا به النبي (ص) يوم عرفة في الموقف: