71«ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» . «فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذِكْر الله. .»
وعن الصادق (ع) : «إن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، لهم دوي كدوي النحل يقول الله عز وجل: أنا ربكم وأنتم عبادي، أديتم حقي وحقٌّ علي أن أستجيب لكم، فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه ويغفر لمن أراد أن يغفر له» .
حتى قال الشيخ الصدوق في عقب هذه الرواية: فإذا ازدحم الناس فلم يقدروا على أن يتقدموا ولا يتأخروا كبروا فإن التكبير يذهب بالضغاط. (5)
ولأهمية التكبير وفضيلته قال بعضهم: فالتكبير المطلق يجوز من أول ذي الحجة إلى أيام العيد، له أن يكبر في الطرقات وفي الأسواق، وفي منى، ويلقى بعضهم بعضاً فيكبر الله ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. . والتكبير المقيد فهو ما كان عقب الصلوات الفرائض، وخاصة إذا أديت في جماعة، وكذلك في مصلى العيد. . في الطريق إليه، وفي الجلوس فيه، على الإنسان أن يكبر، ولا يجلس صامتاً. . سواء في عيد الفطر، أو عيد الأضحى؛ لأن هذا اليوم ينبغي أن يظهر فيه شعائر الإسلام، ومن أبرز هذه الشعائر التكبير. . وقد قيل: «زيّنوا أعيادكم بالتكبير» .
سادساً: من استحباب الإكثار من النوافل وأفضلها قيام الليل، فإن أبواب السماء لا تغلق في تلك الليالي فهي ليالي الرحمة والمغفرة. .
سابعاً: استحباب الإكثار من السجود؛ لقوله (ص) :
«عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجدلله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» (6)
ثامناً: من استحباب الإكثار من التصدق والإنفاق وفعل غيرهما من أعمال البر والخير والصلاح. . فعن ابن عباس حول العمل الصالح فيها أن رسول الله (ص) قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء» .
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «ما من أيام أفضل عند الله، ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام» .
تاسعاً: من ذلك اليوم العظيم؛ الحج عرفة: إنه يوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً.
و يوم عرفة هو: اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث يقف الحجيج بعرفات (على بعد اثني عشر ميلاً من مكة) ، والوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم لقول النبي (ص) : «الحج عرفة» ، وهو يوم مبارك، وهو:
«أفضل الأيام يوم عرفة» .
«مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ» .
كلاهما عن الصحابي الجليل جابر عن رسول الله (ص) .
وفي رواية: «إنَّ اللهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ» .
كما يشهد لفضل يوم عرفة قول الله عز وجل: وَ الْفَجْر * وَ لَيالٍ عَشْرٍ