55روى عن: جدّيه: النبيّ (ص) ، وعليّ (ع) مرسلاً، وعن جدّيه الحسن والحسين (عليهما السلام) مرسلاً أيضاً، وعن ابن عبّاس، اُمّ سلمة، وعائشة مرسلاً، وعن ابن عمر، وجابر، وأبي سعيد، وعبدالله بن جعفر، وسعيد بن المسيّب، وأبيه زين العابدين، ومحمّد ابن الحنفيّة، وطائفة. وعن أبي هريرة، وسمُرة بن جُندب مرسلاً أيضاً، وليس هو بالمُكثِر، هو في الرواية كأبيه وابنه جعفر، ثلاثتهم لا يبلغُ حديث كلّ واحد منهم جزءاً ضخماً، ولكن لهم مسائل وفتاوٍ.
حدَّث عنه: ابنه، وعطاء بن أبي رباح، والأعرج مع تقدّمهما، وعمرو بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، والزُّهري، ويحيى بن أبي كثير، وربيعة الرأي، وليث ابن أبي سُليم، وابن جُريج، وقُرّةُ بن خالد، وحجّاج بن أرطأة، والأعمش، ومُخَوّل ابن راشد، وحربُ بن سُريج، والقاسم بن الفضل الحُدّاني، والأوزاعي، وآخرون.
وروايته عن الحسن وعائشة في سنن النسائي، وذلك منقطع.
وروايته عن سَمُرة في سُنن أبي داود.
وكان أحد مَن جمعَ بين العلم والعمل والسؤدد، والشرف، والثقة، والرّزانة، وكان أهلاً للخلافة. وهو أحد الأئمّة الإثني عشر الذين تُبجّلهم الشيعة الإماميّة وتقول بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدِّين. فلا عصمة إلاّ للملائكة والنبيّين، وكلّ أحد يُصيبُ ويُخطئ، ويُؤخذ من قوله ويُترك سوى النبيّ (ص) فإنّه معصوم، مؤيّدٌ بالوحي.
وشُهِرَ أبو جعفر: بالباقر، مِن: بَقَرَ العلم، أي شقّهُ فعرَفَ أصلهُ وخفِيّه. ولقد كان أبو جعفر إماماً، مجتهداً، تالياً لكتاب الله، كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزّناد، وربيعة; ولا في الحِفظ ومعرفة السُّنن درجة قتادة وابن شهاب، فلا نُحابيه، ولا نحيفُ عليه، ونُحبّه في الله لما تجمّعَ فيه من صفات الكمال.
[ويواصل الذهبي حديثه قائلاً:] قال ابن فُضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر، فقالا لي: يا سالم، تولّهُما وابرأ من عدوِّهما، فإنّهما كانا إمامَي هدىً.
كان سالم فيه تشيّع ظاهر، ومع هذا فيَبُثُّ هذا القول الحقّ، وإنّما يَعرِفُ الفضل لأهل الفضل ذو الفضل، وكذلك ناقِلها ابن فضيل، شيعيّ ثقة. فعثّر الله شيعة زماننا ما أعرقهُم في الجهل والكذب، فينالون من الشيخين وزيري المصطفى (ص) ، ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقيّة.
وعن عبدالله بن محمّد بن عقيل، قال: كنتُ أنا وأبو جعفر نختلفُ إلى جابر نكتبُ عنه في ألواح، وبلغنا أنّ أبا جعفر كان يُصلّي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة.
وقد عدّه النسائي وغيره من فقهاء التابعين بالمدينة. واتّفق الحفّاظ على الاحتجاج بأبي جعفر.
قال الزبير بن بكّار: كان يُقال لمحمّد بن عليّ: باقر العلم، واُمّه هي اُمّ عبدالله بنت الحسن بن عليّ، وفيه يقول القرظي:
يا باقِرَ العلم لأهل التُّقى