54فأنشأ الفرزدق يقول:
هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتهُ
وهي قصيدة طويلة. قال: فأمرَ هشام بحبس الفرزدق، فحُبِسَ بعُسفان، وبعث إليه عليّ بن الحسين باثني عشر ألف درهم، وقال: أعذِر أبا فراس. فردّها، قال: ما قلتُ ذلك إلاّ غضباً لله ولرسوله. فردّها إليه وقال: بحقّي عليك لما قَبِلْتها، فقد علم الله نيّتك ورأى مكانَك. فقَبِلها.
وقال في هشام:
أيحبُسني بين الم--دينة والتي
إليها قُلوبُ الناس يَهوي مُنيبُها
يُقلِّبُ رأساً لم يكُن رأسَ سيِّد
وعينين حَولاوين باد عُيوبُها
وكانت اُمّ عليّ من بنات ملوك الأكاسرة، تزوّج بها بعد الحسين (ع) مولاه زُبَيْد، فولدت له عبدالله بن زييد - بياءين - قاله ابن سعد.
وقيل: هي عمّة اُمّ الخليفة يزيد بن الوليد بن عبد الملك.
قال الواقدي، وأبو عبيد، والبخاري، والفلاّس: مات سنة أربع وتسعين. ورُوي ذلك عن جعفر الصادق.
وقال يحيى أخو محمّد بن عبدالله بن حسن: مات في رابع عشر ربيع الأوّل ليلة الثلاثاء سنة أربع.
وقال أبو نُعيم وشَباب: تُوفّي سنة اثنتين وتسعين.
وقال مَعْنُ بن عيسى: سنة ثلاث. وقال يحيى بن بُكير: سنة خمس وتسعين. والأوّل الصحيح.
قال أبو جعفر الباقر: عاشَ أبي ثمانياً وخمسين سنة.
أبو جعفر الباقر (ع)
هو السيّد الإمام، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ، العلويّ، الفاطميّ، المَدَنيّ، ولَدُ زين العابدين، وُلِدَ سنة ستٍّ وخمسين في حياة عائشة وأبي هريرة، أرّخ ذلك أحمد بن البرقي.