۵٣وروى واقد بن محمّد العُمَري، عن سعيد بن مرجانة، أنّه لمّا حدَّث عليّ بن الحسين بحديث أبي هريرة: «مَن أعتق نسمةً مؤمنةً أعتق الله كلّ عضو منه بعضو منه من النار، حتّى فرْجَهُ بِفَرْجِهِ» (٢٨) فأعتقَ عليٌّ غلاماً له، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم.
وروى حاتِمُ بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال: دخل عليّ بن الحسين على محمّد بن اُسامة بن زيد في مرضه، فجعل محمّد يبكي، فقال: ما شأنُكَ؟ قال: عليَّ دَيْن; قال: وكَمْ هو؟ قال: بِضعة عشر ألف دينار، قال: فهي عليَّ.
عليّ بن موسى الرضا: حدّثنا أبي عن أبيه، عن جدّه، قال عليّ بن الحسين: إنّي لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني، فأسأل الله له الجنّة وأبخلَ عليه بالدُّنيا، فإذا كان غداً قيل لي: لو كانت الجنّة بيدك لكنتَ بها أبخَل وأبخَل.
قال أبو حازم المدني: ما رأيتُ هاشميّاً أفقه من عليّ بن الحسين، سمعته وقد سُئل: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسولالله (ص) ؟ فأشار بيده إلى القبر، ثمّ قال: بمنزلتهما منه الساعة.
رواها ابن أبي حازم عن أبيه.
أحمد بن عبد الأعلى الشيباني: حدّثني أبو يعقوب المدني، وكان بين حسن بن حسن وبين ابن عمّه عليّ بن الحسين شيء، فما تركَ حسنٌ شيئاً إلاّ قاله، وعليٌّ ساكت، فذهب حسن، فلمّا كان في الليل، أتاهُ عليٌّ، فخرج، فقال عليّ: يا ابن عمّي إن كنت صادقاً فغفرَ الله لي، وإن كنتَ كاذباً، فغَفَر الله لك، السلامُ عليك. قال: فالتزمه حسنٌ، وبكى حتّى رثى له.
قال أبو نُعيم: حدّثنا عيسى [بن](٢٩) دينار - ثقة - قال: سألتُ أبا جعفر عن المختار، فقال: قام أبي على باب الكعبة، فلَعَنَ المختار، فقيل له: تلعنُهُ وإنّما ذُبِحَ فيكم؟ ! قال: إنّه كان يكذِبُ على الله وعلى رسوله.
وعن الحَكَم، عن أبي جعفر، قال: إنّا لنُصلّي خلفَهُمْ - يعني الأُمويّة - من غير تقيّة، وأشهدُ على أبي أنّه كان يُصلّي خلفهم من غير تقيّة.
رواه أبو إسرائيل المُلائي (٣٠) عنه.
وروى عُمر بن حبيب، عن يحيى بن سعيد، قال: قال عليّ بن الحُسين: والله ما قُتِل عثمان رحمه الله على وجه الحقّ.
نقل غيرُ واحد، أنّ عليّ بن الحسين كان يخضِبُ بالحِنّاء والكَتَم. وقيل: كان [له](٣١) كِساءٌ أصفر يلبسُهُ يوم الجمعة.
وقال عثمان بن حكيم: رأيتُ على عليّ بن الحسين كِساء خَزّ، وجُبّةَ خزّ.
وروى حُسين بن زيد بن عليّ، عن عمّه، أنّ عليّ بن الحسين كان يشتري كساءَ الخَزّ بخمسين ديناراً يشتُو فيه، ثمّ يبيعه، ويتصدّقُ بثمنه.
وقال محمّد بن هلال: رأيتُ عليّ بن الحسين يَعْتَمُّ، ويُرْخي منها خلف ظهره.
وقيل: كان يَلبَسُ في الصيف ثوبين مُمشّقين من ثياب مِضر ويتلو: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ (٣٢) .
وقيل: كان عليّ بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته، لم يقُل لأحد: الطريق. . . ويقول: هو مُشترك ليس لي أن اُنحّي عنه أحداً.
وكان له جلالة عجيبة، وحقَّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعِلمِه وتألّههِ وكمال عقله. قد اشتهرت قصيدة الفرزدق - وهي سماعُنا - أنّ هشام بن عبد الملك حجَّ قُبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحَجر زُوحِمَ عليه، وإذا دنا عليّ بن الحسين من الحجر تفرّقوا عنه إجلالاً له، فوجَمَ لها هشام وقال: مَنْ هذا؟ فما أعرفهُ،