150وقد راحت الأحاديث المباركة تبين أهمية الكعبة المشرفة، وأنها أحب البقاع إليه تعالى، وراحت تربط الناس بالكعبة وتشدهم إليها عن طريق بيان ما للإنسان المرتبط بها بأي نوع من الارتباط سواء في الطواف أم في غيره من الثواب العظيم، وقوة دافعة لثبات الموقف وتوحيد الصفوف. كما راحت هذه الروايات وغيرها عن أهل البيت (عليهم السلام) تؤكد بكل وضوح أن الترابط بينهم وبينها وثيق ولا يمكن الفصل بينهما.
عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً إِلَى جَنْبِ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) وَ هُوَ مُحْتَبٍ مُسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّ النَّظَرَ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بجيلَةَ يُقَالُ لَهُ: عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام: إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْكَعْبَةَ تَسْجُدُ لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي كُلِّ غَدَاةٍ.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) : فَمَا تَقُولُ فِيمَا قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ.
فَقَالَ: صَدَقَ الْقَوْلُ مَا قَالَ كَعْبٌ.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) : كَذَبْتَ وَ كَذَبَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ مَعَكَ. وَ غَضِبَ عليه السلام. قَالَ زُرَارَةُ: مَا رَأَيْتُهُ اسْتَقْبَلَ أَحَداً بِقَوْلِ كَذَبْتَ غَيْرَهُ.
قَالَ: مَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بُقْعَةً فِي الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، وَ لَا أَكْرَمَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا، لَهَا حَرَّمَ اللهُ الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ فِي كِتَابِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ لِلْحَجِّ شَوَّالٌ وَ ذُو الْقَعْدَةِ وَ ذُو الْحِجَّةِ وَ شَهْرٌ مُفْرَدٌ لِلْعُمْرَةِ رَجَبٌ.»
في الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ:
«أَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مَكَّةُ، وَ مَا تُرْبَةٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ تُرْبَتِهَا، وَ لَا حَجَرٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ حَجَرِهَا، وَ لَا شَجَرٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ شَجَرِهَا، وَ لَا جِبَالٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ جِبَالِهَا، وَ لَا مَاءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ مَائِهَا» .
وفي النظر إليها جاء في الصحيح عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْإِمَامِ عِبَادَةٌ وَ قَالَ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَ مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ.»
وَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْكَعْبَةِ حُبّاً لَهَا يَهْدِمُ الْخَطَايَا هَدْماً.»
ورُوِيَ أَنَّ «النَّظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرَ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرَ إِلَى الْمُصْحَفِ مِنْ غَيْرِ قِرَاءَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ الْعَالِمِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرَ إِلَى آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام عِبَادَةٌ» .
وجاء في الصحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ:
«إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، مِنْهَا سِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ وَ أَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ وَ عِشْرُونَ لِلنَّاظِرِينَ» .
وعن الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ (ع) قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) :
«إِذَا خَرَجْتُمْ حُجَّاجاً إِلَى بَيْتِ اللهِ فَأَكْثِرُوا النَّظَرَ إِلَى بَيْتِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ مِائَةً وَ عِشْرِينَ رَحْمَةً عِنْدَ بَيْتِهِ الْحَرَامِ سِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ وَ أَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ وَ عِشْرُونَ لِلنَّاظِرِينَ.
فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ (ع) قَالَ:
«إِنَّ لِلْكَعْبَةِ لَلَحْظَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ يُغْفَرُ لِمَنْ طَافَ بِهَا أَوْ حَنَّ قَلْبُهُ إِلَيْهَا أَوْ حَبَسَهُ عَنْهَا عُذْرٌ» .
وفي الترابط بينها وبين أهل البيت (عليهم السلام) ولما لهذا الترابط والصلة من جذب للناس نحوها من أهمية ووقع على النفوس وما يستحقه من الثواب.