60بنيا لأول مرة قبل القرن الثالث، فإن العقدين كانا موجودين في زمن ابن بطوطة، كما صرّح بذلك في رحلته، وقد ولد ابن بطوطة سنة ثلاث وسبعمأة 1.
وقد باشروا في هدم عقد الصفا يوم الثلاثاء 1377/10/24. أما الدرجات القديمة جدّاً والتي كانت مدفونة منذ عصور عديدة فقد ظهرت عند حفر أرض الصفا وذلك في رجب سنة 1377ه- ثم إنهم في شوال من السنة المذكورة أخرجوا الدرجات القديمة وبنوا فوقها الدرجات الجديدة بالإسمنت 2.
أقول: قد سبق أن مقتضى وجوب السعي بين الشعيرتين هو عدم وجوب الصعود عليهما وجواز الاكتفاء بالوصول إلى مبدئهما أعني بداية الأخذ في الارتفاع الذي هو بداية الجبل.
ولكن ليعلم أن الملاك بحسب القاعدة هوالوصول إلى مبدء الجبل بحسب وجوده فعلاً فلو طمّ بعض المسعى وارتفع فصار بعض الشعيرتين مدفوناً لا يكفي الوصول إلى مبدء الشعيرتين بحسب وضعهما قبل الطمّ بل العبرة بالوجود الفعلي.
كما أنّه لو حذف بعض الشعيرتين من وجههما بحيث زيد في طول المسعى لم يجز الاقتصار في السعي على موضعهما قديماً.
كل ذلك لظهور السعي بين الصفا والمروة في دخل عنوان الصفا والمروة لا موضعهما.
نعم لو فرض انعدام الشعيرتين - لا سمح الله - فعدم سقوط الواجب حيث لا يمكن بناء الربوتين لا يستلزم عدم موضوعية للشعيرتين على تقدير وجودهما.
وليعلم أن الزيادة المحظورة في السعي كالطواف لا يشمل ما يؤتى به من المشي بعنوان مقدمة الواجب، بل هي خاصة بمثل زيادة شوط أو بعضه لا كذلك.