95مطلق الحالات.
الدور الدلالي للأفعال
كما الأقوال، تلعب الأفعال دوراً دلالياً أيضاً، فكما تدل على الإباحة قد تدلّ على ما هو أزيد منها، كما أشرنا سابقاً، وذلك نوجزه 1ضمن نقاط:
أ. تشرح الأفعال أحياناً المراد من الألفاظ 2، إذ هي تجسيد للنص اللفظي وتطبيقٌ له، فتصلح مبيّناً لمجمل القول، بل رأى بعضهم كالمحقق الحلي أنه أكثر بياناً، كما لو تردّد نصّ بين إفادة الوجوب والاستحباب، ثم أحرزنا ترك النبي صلى الله عليه و آله في موردٍ ما للفعل المطلوب دون وجود عذرٍ في المقام، فهذا يكشف عن الاستحباب وعدم الوجوب وإلا لما تركه النبي صلى الله عليه و آله، وهكذا لو تردّد نصّ لفظي بين الحرمة والكراهة ثم فعله النبي صلى الله عليه و آله، فهذا يكشف عن الكراهة، لعدم صدور الحرام منه.
وقد نقل الآمدي في الإحكام عما وصفها بالطائفة الشاذة، وكذا صاحب فواتح الرحموت عمّن أسماهم بالشرذمة 3، أنّ الفعل لا يكون بياناً، مستنداً للنقل كخبر:
صلّوا كما رأيتموني أصلّي، والعقل أيضاً، والظاهر أن المراد بهذه الطائفة الكرخي وبعض الشافعية، كما نسب إليهم ابن اللحام في المختصر 4، وغيره 5.
ومن أبرز ألوان بيان الفعل ما يسمّى بالأفعال البيانية، كتعليمه الصلاة والحج