82درسناها مفصلاً في موضع آخر.
والفرق بين الحالة الثانية والحالة الرابعة أنه في الثانية يوجد يقين بوجود عناصر أخرى مجهولة لدينا، على خلاف الحالة الرابعة فهي حالة شك، لانحرز فيها ما كنا أحرزناه في الحالات الثلاث الأولى من سمات وخصوصيات.
4- الأفعال العادية والعرفية
النوع الرابع: الفعل العادي، ونقصد به ما صدر على أساس العادات والأعراف آنذاك، كأنواع اللباس ونحوها، أو أنواع التزين وقصّ الشعر و. . أو أنواع الطبابة وطرائقها و. .
وهذا النوع من الأفعال إن قام شاهد على خصوصية دينية فيه أخذ بهذا الشاهد وبمقدار دلالته، وإلا أفاد الإباحة في ظرف تلك العادات، إذ لا نُحرز أنه كان سيفعلها لو تغيّرت عادات المجتمع أم لا، إلا مع شاهد إضافي، من هنا يكون دليل الفعل صامتاً يفيد الإباحة المقيّدة، إذ هي القدر المتيقّن من الدليل اللّبي هنا.
5- الأفعال النبوية العبادية
النوع الخامس: الفعل العبادي، وهو الذي يظهر للعرف أنّه طقسٌ من الطقوس أو عبادةٌ من العبادات، وقد قلنا سابقاً: إنه في مثل هذا اللون من الأفعال يستفاد الاستحباب، وقد بيّنا ذلك، بل قد يستفاد الوجوب في بعض الحالات، إذا قام شاهد إضافي.
الفعل النبوي ومسألة الخصوصيّة
لا شك عند المسلمين في أنّ هناك تشريعات دينية اشترك فيها النبي صلى الله عليه و آله مع غيره من المسلمين مثل الصلاة والصيام، وأنّ هناك أفعالاً كانت من مختصّاته، كوجوب صلاة الليل عليه كما قيل 1، وهذا التنويع للفعل النبوي على أساس