51النبي صلى الله عليه و آله كان يقرأ ولا يكتب.
الثاني: عطف ويقرأ على المنفي أعني قوله: يكتب، والمعنى أنّه صلى الله عليه و آله كان لا يكتب ولا يقرأ.
والاستدلال بالخبر لكون النبي صلى الله عليه و آله أمياً أبجدياً يبتني على هذا التقرير.
ولكن كلا المعنيين بعيدان، لعدم مناسبة الأمية على التقديرين مع الامتنان على النبي صلى الله عليه و آله بسببها.
ولذلك يحتمل في الخبر احتمال ثالث ربّما كان هو المتعيّن وهو الامتنان على النبي صلى الله عليه و آله بسبب اشتماله على العلوم ومنها القراءة والكتابة بعد ما كان أمّياً قبل الرسالة لم يتعلم القراءة والكتابة من أحد.
ويؤكد هذا الاحتمال أنّه لم يعهد إطلاق الأمّي على القارىء إذا لم يتمكّن من الكتابة خاصة. كما ويؤكد هذا الاحتمال أيضاً الحديث الآتي.
كما أنّ الامتنان يستدعي زوال الأمّية عنه صلى الله عليه و آله بعد الرسالة وإلّا فلا موجب للمنّة إلّاعلى بعض الوجوه المشتملة على الكلفة.
وقد يوجّه الامتنان في الحديث بما تضمّنه قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ» ولكن الآية تتضمن الامتنان على الأمّة لا على الرسول نفسه. مع أن المنّة باعتبار كون النبي صلى الله عليه و آله منهم وأين هذا من كون المنّة باعتبار كونه اُميّاً مثلهم؟
ومن الروايات معتبرة هشام بن سالم عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال: «كان النبي صلى الله عليه و آله يقرأ الكتاب ولا يكتب» .
ولا يبعد اتحاد الخبر مع سابقه فيجري فيه ما جرى في الخبر المتقدم.
وقد وقع الاشتراك في عدة من وسائط الرواة في الخبرين، ولا يحتمل فيه نفي قراءة الكتاب بعد تقديم القراءة على الكتابة هنا، مع أن الخبر هذا مصرح بأنّه كان يقرأ الكتاب وهو ينافي الأمّية. فالاستدلال بالخبر على نفي الأميّة أولى.
ونظير معتبرة هشام رواية أخرى في العلل بإسناده عن البزنطي، عن بعض