52أصحابه عن أبيعبداللّٰه عليه السلام قال: «كان مما منّ اللّٰه به عز وجل على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أنّه كان يقرء ولا يكتب فلما توجه أبوسفيان إلى اُحد كتب العباس إلى النبي صلى الله عليه و آله فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابه، وأمرهم أن يدخلوا المدينة فلما دخلوا المدينة أخبرهم» 1.
ولا يبعد وحدة الأخبار الثلاثة، وقد عرفت قصور ها عن الدلالة على كون النبي صلى الله عليه و آله أمياً.
وقد يستدل لدعوى كون النبي صلى الله عليه و آله أمياً بالرواية المعروفة عن النبي صلى الله عليه و آله: «إنّا أمّة أمّية لا نكتب ولا نحسب» .
وقد صرح في بعض الكلمات بضعفها، وهي على تقدير اعتبارها سنداً قاصرة دلالة على الدعوىٰ بعد احتمال كونها ناظرة إلى مجموع الأمّة وعمومها لا آحادها، وقد صرح في التاريخ والسير بوجود عدد قليل ومحدود في العرب لم يكونوا أميين.
هذا كلّه مع وضوح الروايات النافية للأمّية بعد الرسالة دلالة وسنداً وكثرتها عدداً، بل وصراحتها بما لا يقبل التأويل فلا تصلح هذه الروايات لمعارضتها. هذا مضافاً إلىٰ موافقة النصوص النافية للاُمية الأبجدية مع القرآن بناءاً على ما تقدم تقريبه من دلالة بعض الآيات على ذلك.
وعدم منافاتها لوصفه صلى الله عليه و آله بالأميّة في بعض الآيات بعد كون الكلمة من الألفاظ المشتركة.
وقد تقدّم بيان العلامة المجلسي في الجمع بين هذه الأخبار، فراجع 2.
ثم إنّ ما يدل على عدم كونه صلى الله عليه و آله أمياً أبجدياً بعد البعثة فهو وجوه:
الوجه الأوّل: إن الكتابة والقراءة علم من العلوم والخبرة بهما من الكمالات العالية وفقدها نقص كبير بل هو عيب فاحش، وقد ورد في روايات واضحة