50فإنّ الشواهد والحجج توازرت على قدرته صلى الله عليه و آله على القراءة والكتابة بعد النبوّة، ومما يدل بوضوح على اختصاص عدم القراءة والكتابة بما قبل البعثة وأنّه صلى الله عليه و آله كان قادراً على ذلك بعد البعثة أمور؛ كما وأنّ هناك أموراً قد يستند إليها في إثبات كونه صلى الله عليه و آله أمّياً بعد البعثة كما كان قبلها بمعنى أنّه لا يقرأ ولا يكتب. ونحن نذكر هذه الأمور أوّلاً ثمّ نتبعها بما يدل على اختصاص الأمية بما قبل البعثة.
فنقول - بعد التوكّل على اللّٰه -: ما استدل أو يمكن أن يستدل به لكون النبي صلى الله عليه و آله أمّياً أبجدياً بعد البعثة أمور، وعمدة الوجه هو: وصف النبي صلى الله عليه و آله بالأمّية بعد البعثة وقد تحقق أن المشتق حقيقة في خصوص المتلبس بالمبدأ مجاز في ما انقضى عنه؛
قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ اْلأُمِّيَّ» 1. وقال تعالى: «فآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ اْلأُمِّيِّ» 2.
والاستدلال مبني على كون معنى الأمّي هو الأمية الأبجديّة وإذا ثبت بل واحتمل وجود معنى آخر له يكون الاستدلال ساقطاً، وسيأتي إن شاء اللّٰه تعالى ما يدل بوضوح على كون الأمّي بمعنى آخر.
وقد يستدل لكون النبي صلى الله عليه و آله أمياً بعد الرسالة ببعض الأخبار مثل رواية الحسن الصيقل قال: سمعت أباعبداللّٰه عليه السلام يقول: «كان ممّا منّ اللّٰه عزّوجلّ به على نبيّه صلى الله عليه و آله أنّه كان أمّياً لا يكتب ويقرأ الكتاب» 3.
وفي معنى الخبر احتمالان: الأوّل: أن تكون الواو في قوله: ويقرأ الكتاب، حاليةً عطفاً على النفي لا على خصوص المنفي. والمعنى عليه: أن من منن اللّٰه على النبي صلى الله عليه و آله أنّه مع كونه أمياً لا يكتب مع ذلك كان يقرأ الكتاب.
وعلى هذا التقرير يبتني الاستدلال بالخبر على زعم من ذهب إلى أن