47وقد عدّ هذا الدليل بعضهم شاملاً لما بعد البعثة واستدلّ به لإثبات كونه صلى الله عليه و آله أمياً بعد البعثة إلّاأنّه سيأتي البحث عن ذلك.
قال فى المحكي عن ويل ديورانت:
الظاهر أنه لم يكن أحد يفكِّر فى تعليمه - أي تعليم النبي صلى الله عليه و آله - القراءة والكتابة، فلم تكن صناعة الكتابة والقراءة ذات أهميةٍ في نظر الأعراب؛ ولهذا لم يكن يتجاوز الذين يعرفون القراءة والكتابة السبعة عشر شخصاً؛ ولسنا نعلم أن محمداً صلى الله عليه و آله قد كتب شيئاً بنفسه، لقد كان له كاتب خاص بعد النبوّة، ومع ذلك فقد جرى على لسانه أعرق الكتب العربية وأشهرها، وقد عرف دقائق الأمور أفضل بكثير من المتعلمين 1.
الأمر الثاني: قوله تعالى: «وَ مٰا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتٰابٍ وَ لاٰ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتٰابَ الْمُبْطِلُونَ» 2.
روى في تفسير الصافي عن تفسير القمي أن هذه الآية معطوفة على قول اللّٰه تعالى في سورة الفرقان: «وَ قٰالُوا أَسٰاطِيرُ اْلأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهٰا فَهِيَ تُمْلىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً» 3. فرد اللّٰه عليهم بما في هذه الآية.
وكيف كان، فظاهر عدم التلاوة وعدم الخط هو عدم القدرة فإنّه المناسب لنفي الارتياب.
الأمر الثالث: وصف النبي صلى الله عليه و آله بالاُمّي في الكتاب وغيره؛ فإنّه يناسب اتصافه بنفسه بذلك لا باعتبار اتصاف قومه به. قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ اْلأُمِّيَّ» 4، وقال تعالى: «فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ اْلأُمِّيِّ» 5.