48ولكن الاستدلال مبنيّ على كون الأمّية بمعنى عدم العلم بالكتابة والقراءة، وسيأتي إنشاءاللّٰه تعالى بعض الاحتمالات الأخرى في معناه، وناهيك في هذا المجال صحيح معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّٰه عليه السلام في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ» قال: «كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند اللّٰه ولا بعث إليهم رسولاً فنسبهم إلى الأميين» 1.
الأمر الرابع: بعض النصوص:
منها: ما رواه في تفسير الصافي عن العيون بإسناده عن الرضا عليه السلام في حديث:
«ومن آياته أنّه كان يتيماً فقيراً راعياً أجيراً لم يتعلمكتاباً ولم يختلف إلى معلّم، ثمّ جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء وأخبارهمحرفاً بحرف وأخبار من مضى ومن بقي إلى يوم القيامة» .
بناء على أن المراد من عدم تعلّم كتاب هو ما يشمل الكتابة والقراءة ولا أقل من ظهور عدم اختلافه إلى معلّم في إثبات المقصود.
ومنها: رواية مشهورة عند أهل السنّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «إنّا أمة أمّية لا نكتب ولا نحسب» . وسيأتي شأن هذا الحديث ودلالته إن شاء اللّٰه تعالى.
ومنها: ما روي في التفسير المنسوب إلى العسكري عليه السلام: قال العالم موسى بن جعفر عليه السلام: فلمّا ضرب اللّٰه الأمثال للكافرين إلىٰ قوله: «بسورة من مثله» من مثل محمّد صلى الله عليه و آله من مثل رجل منكم لا يقرأ ولا يكتب ولم يدرس كتاباً ولا اختلف إلىٰ عالم ولا تعلم من أحد؟ وأنتم تعرفونه في أسفاره وحضره حتّىٰ بقي كذلك أربعين سنة ثمّ أُوتي جوامع العلم حتّىٰ علّم الأولين والآخرين. . . وقال علي بن الحسين:
من مثله، مثل محمّد أمّي لم يختلف قط إلىٰ أصحاب كتب وعلم ولا تلمذ لأحد ولا تعلم منه وهو من قد عرفتموه في حضره وسفره؟ 2.