46الشريف لم يكن أمياً أبجدياً بل كان قادراً على القراءة والكتابة.
ونحن لا نتابع هذه المسألة لمجرد معرفة التاريخ، بل الذي يدفعنا إلى هذا البحث والتنقيب هو أهمية المسألة من حيث ارتباطها الوثيق بشأن إعجاز القرآن ومعارف الإسلام ودفع الشبهة عن حقيقة هذا الدين الحنيف، فلذا يكون البحث عن ذلك بحثاً كلامياً وممارسة ذلك مسألة عقائدية.
والّذي يدلل علىٰ كونه صلى الله عليه و آله أمياً أبجدياً قبل البعثة أمور:
الأمر الأوّل: عدم حكاية قدرة النبي صلى الله عليه و آله على القراءة والكتابة في تاريخ صحيح ولا غيره مع ما ذكر فيه بشأن من كان من العرب يقرأ ويكتب وحصرهم في عدد قليل لا يتجاوز عدد الأصابع معينين بأسمائهم ليس هو صلى الله عليه و آله منهم؛ ومع هذا الوصف لو كان صلى الله عليه و آله غير أمّي لكانت سنّة التاريخ تقتضي ذكره مع وجود دواعي كثيرة على ذلك، ومن جملتها دواعي المخالفين لنبوّته، حتى أنّهم ذكروا في هذا المجال بعض أسفاره إلى الشام وأنّه لقي بعض علماء أهل الكتاب في سفره أو غيره فتعلم منه ما جاء به من القرآن، كما اُشير إليه في الكتاب قال تعالى: «لِسٰانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هٰذٰا لِسٰانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ» .