38والزندقة كان أهون عليهم، ومع ذلك اعتمدوا عليهم لما لم يجدوا بُدّاً من ذلك لأمانتهم وورعهم، وذكر في المراجعات أن هذا العدد - وقد أنهاه إلى مائة - هم بعض الشيعة ممّن يعتمد عليهم أهل السنّة، وإلّا فهناك غيرهم ممن يعتمدون عليهم من الشيعة. ونظير ما في المراجعات ما ذكره العلامة الأميني صاحب الغدير.
والغرض من هذا البيان هو أنّه لا ينحصر الاعتماد على أرباب الأديان لمن يوافقهم في الدين والملّة، ولا يتوقف التعويل على أهل مذهب على موافقتهم في النحلة بل يجوز لغيرهم الاعتماد عليهم بعدما كان يعتمد المخالف لهم في المذهب عليهم؛ لكونهم ثقات في القول متورّعين عن الكذب، فلا يكون إثبات المعاجز بإخبار أصحاب المذاهب دوريّاً ولا أن حكايتها بواسطة منتحلي الأديان لغواً؛ هذا.
وهناك بعض المعجزات خالدة حيّة يمكن الوقوف عليها بالمباشرة بلا حاجة إلى نقل أو حكاية، ولا تتوقف الإحاطة بها على إخبار أو رواية، وقد تقدّم أن بعضهم أنكر الحاجة إلى الاُمور الخارقة للعادة من قبيل إحياء الموتى واعتبر الإعجاز ما كان من قبيل نظم الأحكام الثابتة في الشريعة وموافقتها للفطرة.
ومن جملة المعاجز المعاصرة للأجيال هو القرآن الكريم الذي «لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» ، وهي معجزة خالدة بحفظ اللّٰه، حيث قال: «إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ