39
لَحٰافِظُونَ» ، وقد تحدّى البشر في دعوته حيث قال: «وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّٰا نَزَّلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَدٰاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ» . وسيأتي بعض الكلام في ذلك في الفصل الآتي إن شاء اللّٰه تعالى.
الفصل الثاني: في إعجاز القرآن الكريم
وتفصيل البحث فيه محوّل إلى مجال آخر والذي نحن بصدده هو أنّ من جملة وجوه إعجاز القرآن هو صدوره على يد رجل أمّي معروف هو وقومه بذلك مع ما اشتمل عليه القرآن من المعارف التي تنبىء عن علم صاحبه، بل قد حوىٰ حقائق تحكي عن عظيم علومه.
وقد وُصف النبيّ صلى الله عليه و آله بالاُمّية في القرآن وغيره من الحديث والسير، بل هو من أوصافه المعروفة وقد تكرّر في القرآن ذكره:
1 - قال تعالى: «قٰالَ عَذٰابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشٰاءُ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍفَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآيٰاتِنٰا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَيَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ اْلأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَاْلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبٰاتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبٰائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ اْلأَغْلاٰلَ الَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَآمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّٰهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ اْلأَرْضِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ اْلأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ كَلِمٰاتِهِ» 1.
2 - وقال تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ» 2.