32والسماوات والأرض إلى مبدأ وعلّة. ونحن - رعايةً للاختصار - نشير إلى بعض الآيات المشيرة إلى قانون العلّة والتي تعترف به صراحة:
1 - قال تعالى: «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً فَأَحْيٰاكُمْ» 1.
ومفهوم الآية أنّه كيف تنكرون العلّة وقانونها مع وضوح الحدوث فيكم وأنّكم لم تكونوا ثمّ وجدتم. ؟ !
2 - وقال تعالى: «أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخٰالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمٰاوٰاتِ وَ اْلأَرْضَ بَلْ لاٰ يُوقِنُونَ» 2.
والمعنى أنّهم هل وُجدوا بدون علّة توجدهم أم أنّهم العلة لوجود أنفسهم فباشروا إيجاد نفوسهم. ثمّ السماوات والأرض هي أيضاً بحاجة إلى علة، فهل إنّهم خلقوها؟ وإذا لم يكونوا خالقين للسماوات فلا مناص لهم من الاعتراف بوجود خالقٍ لها وهو اللّٰه. وقد نبّه اللّٰه على هذا القانون بمجرد السؤال ولم يباشر بالإجابة إحالةً للجواب إلى الوضوح كما في قوله تعالى: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ» فالقرآن لايعترف بقانون العلّة فقط، بل بوضوحه وبداهته أيضاً.
ولا بأس بالإشارة إلى بعض الأخبار الدالة على الاعتراف بقانون العلّة:
ففي رواية عن عبداللّٰه بن سنان عن أبي عبداللّٰه عليه السلام أنّه قال في الربوبيّة العظمىٰ ثم الإلهية الكبرى: «لا يكون الشيء لا من شيء إلّااللّٰه. . .» 3.
والاستثناء في الخبر ليس عن قانون العلّة فإنّها لا تقبل الاستثناء، بل هو استثناء عمّا هو أعم من القانون فيكون استثناء وجود اللّٰه بغير علّة من الاستثناء المنقطع فلا تغفل.
إذا تمهد شأن قانون العلّة نأتي إلى مسألة المعجزة وشأنها مع القانون الآنف