302وتلك الناحية صنم يقال له: سعد، وكان صخرةً طويلة. فأقبل رجل منهم بإبلٍ له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها، فلما أدناها منه، نفرت منه وكان يهراق عليه الدماء.
فذهبت في كل وجهٍ وتفرقت عليه. وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال: لا بارك اللّٰه فيك إلهاً! أنفرت علي إبلي! . ثم خرج في طلبها حتى جمعها و انصرف عنه، وهو يقول:
أتينا إلى سعدٍ ليجمع شملنا
وعن البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي: كانت بنو حنيفة اتخذوا إلهاً من حيس، فعبدوه دهراً، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال رجل من بني تميم:
أكلت حنيفة ربّها من جو
ع قديم بها ومن إعواز
بعض معتقدات الجاهليّة
بعد أن تكلمنا في العبادة نذكر بعض ما كان يعتقده بعضهم في أمور منها:
المعاد: فقد كانوا يعتقدون أن الإنسان إذا مات فنى، وليس هناك بعث، تدل عليه آيات عديدة منها قوله تعالى: «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرَى عَلَى اللّٰه كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآْخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ» 2.
الروح: في مروج الذهب للمسعودي: من العرب من يزعم أنّ النّفس طائر ينبسط في الجسم، فإذا مات الإنسان أو قتل لم يزل يطيف به مستوحشاً يصدح على قبره، ويزعمون أنّ هذا الطائر يكون صغيراً ثم يكبر حتّى يكون كضرب من البوم، وهو أبداً مستوحش ويوجد في الديار المعطّلة، ومصارع القتلى والقبور، وأنّها لم تزل عند ولد الميت ومخلّفه لتعلم ما يكون بعده فتخبره 3.