174وفي مكارم الأخلاق عن النبي صلى الله عليه و آله:
أنه كان ينظر في المرآة ويرجل جمته ويتمشط، وربما نظر في الماء وسوّى جمته فيه، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً على تجمّله لأهله، وقال صلى الله عليه و آله: إن اللّٰه يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمّل.
وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله خمس لا أدعهنّ حتى الممات:
الأكل على الأرض مع العبيد، وركوبي مؤكفاً، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنّة من بعدي.
وفي الفقيه عن علي عليه السلام أنه قال لرجل من بنى سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة - إلى أن قال - فغدا علينا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ونحن في لحافنا فقال: السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا، ثم قال صلى الله عليه و آله: السلام عليكم فسكتنا، ثم قال صلى الله عليه و آله: السلام عليكم فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف، وقد كان يفعل ذلك فيسلّم ثلاثاً فإن أذن له وإلا انصرف، فقلنا: وعليك السلام يا رسول اللّٰه، أدخل فدخل، الخبر.
و عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يسلم على النساء ويرددن عليه، وكان أمير المؤمنين عليه السلام، يسلّم على النساء، وكان يكره أن يسلم على الشابة منهنّ، ويقول: أتخوّف أن يعجبني صوتها فيدخل عليّ أكثر مما أطلب من الأجر.
وعن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني رفعه قال:
كان النبي صلى الله عليه و آله يجلس ثلاثاً: القرفصاء، وهو أن يقيم ساقيه ويستقبلهما بيده، ويشدّ يده في ذراعه، وكان يجثو على ركبتيه، وكان يثني رجلاً واحدة ويبسط عليها الأخرى، ولم ير متربعاً قط.
ولا خيّر بين أمرين إلا أخذ بأشدّهما، وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم اللّٰه، فيكون حينئذ غضبه للّٰهتبارك وتعالى، وما أكل متكئاً قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئاً قط فقال: لا، وما ردّ سائل حاجة قط إلا أتى بها أو بميسور من القول، وكان أخفّ الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبةً