173غضب - ولا يغضب إلا للّٰه- لم يقم لغضبه شي، وكذلك كان في أموره كلها، وكان إذا نزل به الأمر فوّض الأمر إلى اللّٰه، وتبرأ من الحول والقوة، واستنزل الهدى.
من سننه وأدبه صلى الله عليه و آله في العشرة
وفي إرشاد الديلمي قال:
كان النبي صلى الله عليه و آله يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل مع العبد، ويجلس على الأرض، ويركب الحمار ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، ويصافح الغني والفقير، ولا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو، ويسلّم على من استقبله من غني وفقير وكبير وصغير، ولا يحقر ما دعي إليه ولو إلى حشف التمر.
وكان صلى الله عليه و آله خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بساماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب، رحيماً بكل مسلم، ولم يتجش من شبع قط، ولم يمدّ يده إلى طمع قط.