172وعن عمر بن علي عن أبيه عليه السلام قال: كانت من أيمان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: لا وأستغفر اللّٰه.
وفي إحياء العلوم:
كان صلى الله عليه و آله إذا اشتدّ وجده أكثر من مسّ لحيته الكريمة.
سخاؤه
وكان صلى الله عليه و آله أسخى الناس لا يثبت عنده دينار ولا درهم، وإن فضل شي ولم يجد من يعطيه وفجأ الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه اللّٰه إلا قوت عامه فقط، من أيسر ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل اللّٰه.
لا يسأل شيئاً إلا أعطاه، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه، حتى أنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شي، قال: وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه، قال: ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس، قال: لا يهوله شي من أمور الدنيا.
قال: ويجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبرّ لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه.
وكان له عبيد وإماء من غير أن يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس، لا يمضي له وقت من غير عمل للّٰهتعالى أو لما لا بد منه من صلاح نفسه، يخرج إلى بساتين أصحابه لا يحتقر مسكيناً لفقره أو زمانته، ولا يهاب ملكاً لملكه، يدعو هذا وهذا إلى اللّٰه دعاءاً مستوياً.
وكان صلى الله عليه و آله أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضى، وكان أرأف الناس بالناس، وخير الناس للناس، وأنفع الناس للناس.
وكان صلى الله عليه و آله إذا سرّ ورضى فهو أحسن الناس رضى، فإن وعظ وعظ بجد، وإن