146يبعثه اللّٰه عز وجل» 1.
وقد ذكر أكثر المفسرين هذه المراحل التي مرّ بها الرسول صلى الله عليه و آله عند تفسيرهم هذه الآيات من سورة الضحى، إلاّ أنهم يذكرون في كل مرحلة عدة أقوال محتملة ومعان متقاربة لا يتسع لذكرها هذا المقام؛ لأن القصد هنا ليس ذكر أقوال المفسرين قاطبة وإنّما ذكر ما يشير إلى هذه المراحل.
سيد قطب في معنى هذه الآيات يقول: «لقد ولدت يتيماً فآواك إليه وعطف عليك القلوب. . ولقد كنت فقيراً فأغنى اللّٰه نفسك بالقناعة كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك خديجة (رضي اللّٰه عنها) عن أن تحسّ الفقر أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء. ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد منحرفة السلوك والأوضاع فلم تطمئن روحك إليها ولكنّك لم تكن تجد لك طريقاً واضحاً مطمئناً، لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرّفوا وبدّلوا وانحرفوا وتاهوا، ثم هداك اللّٰه بالأمر الذي أوحى به إليك وبالمنهج الذي يصلك به.
والهداية من حيرة العقيدة وضلال الشعاب فيها هي المنّة الكبرى التي لا تعدلها منّة، وهي الراحة والطمأنينة من القلق الذي لا يعدله قلق، ومن التعب الذي لا يعدله تعب، ولعلها كانت بسبب مما كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يعانيه في هذه الفترة من انقطاع الوحي وشماتة المشركين ووحشة الحبيب من الحبيب، فجاءت هذه تذكره وتطمئنه على أن ربه لن يتركه بلا وحي في التيه، وهو لم يتركه من قبل في الحيرة والتيه. . .» 2.
ويفهم من تفسير سيد قطب للآيات الثلاث من سورة الضحى كغيره من