144فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة» .
قراريط: مفردها قيراط وهو جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشر في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءاً من أربعة وعشرين. والياء فيه بدل الراء فإن أصله من قراط 1.
فكان صلى الله عليه و آله يعتمد على نفسه في فترة مبكرة من عمره الشريف. وإضافة إلى عمله هذا كان مع عمّه أبي طالب إلى الشام للتجارة.
أخرج الترمذي عن أبي موسى الأشعري قال: «خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه و آله في أشياخ من قريش، فلمّا أشرفوا على الراهب هبط فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب. . .» 2.
هذا ما ورد في فترة صباه.
وأمّا بعد بلوغه، فقد ورد أيضاً أنّه كان صلى الله عليه و آله يذهب إلى الشام للتجارة بأموال خديجة (رضي اللّٰه عنها) قبل اقترانه بها.
يقول ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء وتجعله لهم، وكانت قريش قوماً تجاراً، فلما بلغها عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ما بلغها من صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله منها وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام 3.
فقام صلى الله عليه و آله بوظيفته في تجارة السيدة خديجة خير قيام حتى كانت سبباً في زواجه