108وأورد الحلبيّ بالتفصيل في (السيرة) جميع الروايات التي دلّت على هذا المضمون 1.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ العلماء قد ذكروا احتمالات أخرى ووجوه ثانية في تفسير الآية الشريفة المذكورة، كتقلّبه صلى الله عليه و آله في الليل للتعرّف على أحوال أصحابه، أو تقلبه صلى الله عليه و آله في صلاة الجماعة بين الساجدين والمُصلّين، أو تقلّب بصره صلى الله عليه و آله وملاحظته المصلين أثناء الصلاة، وغير ذلك. لكن مع قبول تلك الاحتمالات، لا ينفى بها المعنى الأوّل - وهو إيمان أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله -، لأننا نعلم أنّ الآية الشريفة في القرآن الكريم تحتمل المعاني المتعدّدة بحيث تكون كلها صحيحة، وقد ترد روايتيْن بخصوص آية واحدة، تذكران لها معانٍ ومقاصد مختلفة ومتنوعة، ولهذا ورد في الأحاديث: أنّ القرآن ذو بطون 2.
ولهذا، فلا يخرج عن السياق كون المعنى المقصود من الآية الكريمة إيمان أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله، أو المعنى الوحيد للآية الذي دلّ عليه شخص الرسول الكريم صلى الله عليه و آله وأهل بيته المعصومين، أو على الأقلّ أحد المعاني أو البطون المتعدّدة لها، والتي بيّنها النبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته، وهم المفسرون الحقيقيّون للقرآن والثقل الأصغر.
2- قوله تعالى: «رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَك ومِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك. . .
رَبَّنَا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ. . .» 3.
وقوله تعالى: «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَوةِ ومِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ» 4.