106
الأدلة القرآنيّة:
1- قوله تعالى: «وتَقَلُّبَك فِي السَّاجِدِينَ» .
وردت روايات كثيرة - من طريق علماء الشيعة وأهل السنة - أنّ المراد من هذه الآية هو انتقاله صلى الله عليه و آله في الأصلاب والأرحام المؤمنة الموحّدة.
وفيما يلي نورد نصّين دالّين لإثنين من مفسّري الشيعة الكبار وآخريْن لأهل السنة حول ذلك:
يقول الشيخ الطوسيّ: «في رواية أخرى عن ابن عباس: أن معناه أنه أخرجك من نبي إلى نبي حين أخرجك نبياً. . . وقال قوم من أصحابنا: إنه أراد تقلّبه من آدم إلى أبيه في ظهور الموحدين، لم يكن فيهم من يسجد لغيراللّٰه» 1.
وكتب الطبرسيّ يقول: «قيل: معناه تقلّبك في أصلاب الموحدين من نبيّ إلى نبي حتى أخرجك نبيّاً، عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة، وهو المروي عن أبيجعفر وأبيعبداللّٰه عليهما السلام» 2.
ويُحتمل أن تكون الرواية التي أشار إليها الطبرسيّ هي نفس الرواية التي أوردها عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره بسند متصل إلى الإمام الباقر عليه السلام، وهذا نصّها:
«عن أبيجعفر عليه السلام: قال: « « الذي يريك حين تقوم و تقلّبك في الساجدين» قال: في أصلاب النبيّين» 3.
أو قد يكون مُشيراً إلى رواية أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام التي قال فيها:
سألنا الإمام الباقر عليه السلام حول تفسير الآية الشريفة: «وتَقَلُّبَك فِي السَّاجِدِينَ» ؟ فأجاب:
«يرى تقلّبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من